المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

114

يصلح الله به حالك وحالهم، ويثبّت به عزّك وعزّهم، ويدخل الأمن عليك وعليهم، يبتغي بذلك رضا ربّه وأداء ما فرض عليه فيك وفيهم، فقد رأى أميرالمؤمنين صرف عبدالله بن محمّد عمّا كان يتولّى من الحرب والصلاة بمدينة الرسول إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقّك، واستخفافه بقدرك، وعند ما قرفك(1) به ونسبك إليه من الأمر الذي قد علم أميرالمؤمنين براءتك منه، وصدق نيّتك في برّك وقولك، وأنّك لم تؤهّل نفسك لما قُرِفت(2) بطلبه.

وقد ولّى أميرالمؤمنين ما كان يلي من ذلك محمّد بن الفضل، وأمره بإكرامك وتبجيلك، والانتهاء إلى أمرك ورأيك، والتقرّب إلى الله وإلى أميرالمؤمنين بذلك، وأميرالمؤمنين مشتاق إليك يحبّ إحداث العهد بك والنظر إلى وجهك.

فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة، ترحل إذا شئت، وتنزل إذا شئت، وتسير كيف شئت، فإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أميرالمؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك ويسيرون بمسيرك فالأمر في ذلك إليك، وقد تقدّمنا إليه بطاعتك.

 


(1) أي: اتّهمك.

(2) أي: اتّهمتَ.