المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

115

فاستخر الله(1) حتّى توافي أميرالمؤمنين، فما أحد من إخوته ووُلده وأهل بيته وخاصّته ألطف منه منزلة، ولا أحمد له إثرة(2)، ولا هو لهم أنظر، وعليهم أشفق، وبهم أبرّ، وإليهم أسكن منه إليك».

أقول: إنّ هذا الاُسلوب من الكلام يبدو أنّه هو نفس ما مضى من سياسة مأمون في تبجيله للرضا والجواد(عليهما السلام)، وهذا يؤيّد ما يقوله اُستاذنا الشهيد(رحمه الله): من أنّ الإمام الهادي هو ثالث أئمّة الدور الثالث.

ومع ذلك حاول المتوكّل إهانة الإمام(عليه السلام) ليوم واحد قبل لقائه به، وذلك بجعله في خان الصعاليك بحسب ما يبدو من تتمّة الرواية، وهي ما يلي:

«فلمّا وصل الكتاب إلى أبي الحسن(عليه السلام) تجهّز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة حتّى وصل سرّ من رأى، فلمّا وصل إليها تقدّم المتوكّل بأن يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يقال له خان الصعاليك، وأقام به يومه، ثمّ تقدَّم المتوكّل بإفراد دار له فانتقل إليها».

وروي عن صالح بن سعيد قال: «دخلت على أبي الحسن(عليه السلام) يوم وروده، فقلت له: جعلت فداك في كلّ الاُمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتّى أنزلوك هذا المكان الأشنع خان الصعاليك.

 


(1) أي: اطلُب الخير من الله.

(2) أي: إكراماً.