المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

139

قال أبو الأديان: فقلت: يا سيّدي، فإذا كان ذلك فمن؟ قال: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي. قال: زدني. فقال: من يصلّي عليّ فهو القائم بعدي. فقلت: زدني. فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي.

ثمّ منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان؟ وخرجت بالكتب إلى المدائن، وأخذت جواباتها، ودخلت سرّ من رأى يوم الخامس عشر كما قال لي(عليه السلام) فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا أنا بجعفر بن عليّ أخيه بباب الدار والشيعة حوله يعزّونه ويهنّؤونه.

فقلت في نفسي: إن يكن هذا الإمام فقد حالت الإمامة; لأنّي كنت أعرفه بشرب النبيذ ويقامر في الجوسق(1)، ويلعب بالطنبور، فتقدّمت فعزّيت وهنّيت، فلم يسألني عن شيء، ثمّ خرج عقيد فقال: يا سيّدي، قد كُفّن أخوك فقم للصلاة عليه. فدخل جعفر بن عليّ والشيعة من حوله يقدمهم السمّـان والحسن بن عليّ قتيل المعتصم المعروف بسلمة، فلمّا صرنا بالدار إذا نحن بالحسن بن عليّ(عليه السلام) على نعشه مكفّناً، فتقدّم جعفر بن عليّ ليصلّي على أخيه، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة، بشعره قطط(2)، بأسنانه


(1) أي: القصر.

(2) قطّ الشعر قططاً: كان قصيراً مجعّداً.