ورجوعي(1)، فقلت له: «ادخل فاستأذن لي، فإنّه لابدّ من لقائه»، فدخل وعرّفه خبر رجوعي وكان قد دخل إلى دار النساء، فخرج وجلس على سرير... فقال لي: «ما الذي جرّأك على الرجوع ولِمَ لم تمتثل ما قلته لك؟» فقلت: «لم أجسر على ما رسمته لي»(2)، فقال لي وهو مغضب: «قم عافاك الله فقد أقمتُ الحسين بن روح مقامي ونصبته منصبي». فقلت: «بأمر الإمام؟» قال: «قم عافاك الله كما أقول لك». فلم يكن عندي غير المبادرة.
فصرتُ إلى أبي القاسم بن روح وهو في دار ضيّقة، فعرّفته ما جرى فسُرّ به(3) وشكر الله ـ عزّ وجلّ ـ ودفعتُ إليه الدنانير، وما زلتُ أحمل إليه ما يحصل في يدي بعد ذلك...
النائب الرابع: عليّ بن محمّد السمريّ.
روى المجلسيّ في البحار(4) بسند له: «...وكيله(5)عثمان بن سعيد، فلمّا مات عثمان بن سعيد أوصى إلى أبي جعفر محمّد بن عثمان، وأوصى
(1) أي: أنّ الخادم استنكر قولي ورجوعي.
(2) أي: لم أطمئن بما رستمه لي من الرجوع إلى الحسين بن روح وأنا أعرفك أنت بعنوان الباب.
(3) أي: فرح بانتخاب الإمام(عليه السلام) إيّاه من بين المخلصين.
(4) بحار الأنوار 51: 360.
(5) يعني وكيل الحجّة عجّل الله فرجه.