المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

58

عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْل وَلاَ رِكَاب وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ﴾(1) على أنّ فدك وإن كان اسماً لقطعة أقطعها رسول الله(صلى الله عليه وآله) لفاطمة ولكن المقياس في الأنفال الراجع إلى المعصوم ليس هو إقطاع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بحسب ما وقع في حياته من إقطاعاته، وإنّما المقياس هو عدم الإيجاف بخيل ولا ركاب، وهذا حدّه عبارة عن تلك الحدود التي أشار إليها الإمام سلام الله عليه.

وتمام الكلام في ذلك قد بحثناه في بعض أبحاثنا الفقهيّة.

ومنها: ما رواه في كشف الغمّة(2) نقلاً عن أحمد بن إسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر(عليه السلام) إلى الرشيد من الحبس برسالة: «أنّه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتّى نُفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون».

أختم الحديث بالإشارة إلى عِظَم المصيبة التي لاقاها إمامنا موسى الكاظم (سلام الله عليه) في سبيل ترويجه لدين جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فإنّي لا أعرف بعد وقعة كربلاء وقعةً واقعةً على أئمّتنا المقتولين بمستوى


(1) سورة 59 الحشر، الآية: 6.

(2) كشف الغمّة 3: 8 ـ 9.