المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

69

كانت هناك زوايا اُخرى أكبر وأوسع في نفس المأمون، وهذه الزوايا تمثّل المصالح السياسيّة والأغراض الوقتيّة وبناء الصرح لدولته، ويمكن تلخيص تلك الزوايا في أربع نقاط:

النقطة الاُولى: أنّ المأمون كان يريد أن يُلبِس خلافته الثوب الشرعيّ، وكان يعتقد أنّ خلافته بحاجة إلى ثوب شرعيّ على أساس أنّ القواعد الشعبيّة المؤمنة بالخلافة العبّاسيّة كانت تنظر بريب إلى خلافة المأمون التي لم تنته إليه إلّا بقتل الخليفة الشرعيّ السابق الذي هو الأمين، فانتقال الخلافة عن طريق قتل الخليفة الشرعيّ كان فيه نوع من الريب والتردّد عند القواعد الشعبيّة المؤمنة ببني العبّاس وخلفائهم.

أمّا القواعد الشعبيّة الاُخرى فلم تكن تؤمن بشرعيّة الخلافة لا للمأمون ولا للأمين.

فخطّط المأمون إلباس الثوب الشرعيّ على خلافته عن طريق استدعاء الإمام الثامن(عليه السلام)الذي يؤمن كثير من جماهير العالم الإسلاميّ بأنّ الخلافة حقّ شرعيّ (ولو على مستوى أنّه أفضل أولاد الإمام عليّ(عليه السلام))، فبعث على الإمام وقال له: إنّي أنزع الخلافة واُعطيها لك، حتّى يردّها عليه الإمام فيكتسب بذلك ثوباً شرعيّاً للخلافة، والإمام الرضا(عليه السلام) أحبط هذه المؤامرة بقوله: إنّ الخلافة إن كانت هي ثوباً ألبسك الله إيّاه لم يكن بإمكانك أن تنزعه لي وتلبسني إيّاه، وإن