المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

79

مقرّكما كما كنتما. فعادا إلى المسند، وصارا صورتين كما كانتا.

فقال المأمون: الحمد لله الذي كفاني شرّ حميد بن مهران. يعني الرجل المفتَرَس. ثمّ قال للرضا(عليه السلام). يا ابن رسول الله، هذا الأمر لجدّكم رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثمّ لكم، فلو شئت لنزلت عنه لك. فقال الرضا(عليه السلام): لو شئت لما ناظرتك، ولم أسألك، فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ قد أعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين إلّا جهّال بني آدم، فإنّهم وإن خسروا حظوظهم فللّه ـ عزّ وجلّ ـ فيهم تدبير، وقد أمرني بترك الاعتراض عليك وإظهار ما أظهرتُه من العمل من تحت يدك كما أمر يوسف(عليه السلام) بالعمل من تحت يد فرعون مصر.

قال: فما زال المأمون ضئيلاً إلى أن قضى في عليّ بن موسى(عليه السلام) ما قضى.

هذا، والشواهد التأريخيّة لقوّة شخصيّة الإمام الرضا(عليه السلام) وشدّة تأثيره في الحياة الاجتماعيّة كثيرة.

ومن تلك الشواهد: قصّته(عليه السلام) بنيسابور التي رواها في البحار(1)عن أمالي الشيخ: لمّا وافى أبو الحسن الرضا(عليه السلام) نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى مأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن


(1) بحار الأنوار 49: 123.