المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

82

وأمر المأمون القوّاد والناس أن يبكّروا إلى باب أبي الحسن(عليه السلام)، فقعد الناس لأبي الحسن(عليه السلام) في الطرقات والسطوح من الرجال والنساء والصبيان، واجتمع القوّاد على باب الرضا(عليه السلام).

فلمّا طلعت الشمس قام الرضا(عليه السلام) فاغتسل وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن، وألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفيه وتشمّر، ثمّ قال لجميع مواليه: افعلوا مثل ما فعلت، ثمّ أخذ بيده عُكّازة(1) وخرج ونحن(2) بين يديه وهو حاف قد شمّر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمّرة(3).

فلمّا قام ومشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء وكبّر أربع تكبيرات فخيّل إلينا أنّ الهواء والحيطان تجاوبه، والقوّاد والناس على الباب قد تزيّنوا ولبسوا السلاح وتهيّأوا بأحسن هيئة، فلمّا طلعنا عليهم بهذه الصورة حفاة قد تشمّرنا وطلع الرضا وقف وقفةً على الباب وقال: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، والحمد لله على ما أبلانا»، ورفع بذلك صوته ورفعنا أصواتنا.

 


(1) عصا في أسفلها حديدة.

(2) كأنّهم ياسر الخادم، والريّان بن الصلت، ومحمّد بن عرفة وصالح بن سعيد الراشديّان.

(3) شمّر الثوب عن ساقيه: رفعه.