المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

96

خمس مئة درهم جياداً، فهل زوّجته يا أميرالمؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟ فقال المأمون: نعم، قد زوّجتك يا أبا جعفر اُمَّ الفضل ابنتي على الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟ قال أبو جعفر(عليه السلام): قد قبلت ذلك ورضيت به.

فأمر المأمون أن يقعد الناس على مراتبهم في الخاصّة والعامّة.

قال الريّان: ولم نلبث أن سمعنا أصواتاً تشبه أصوات الملاّحين في محاوراتهم، فإذا الخدم يجرّون سفينة مصنوعة من فضّة مشدودة بالحبال من الأبريسم على عجلة مملوّة من الغالية، ثمّ أمر المأمون أن تخضب لحاء الخاصّة من تلك الغالية، ثمّ مدّت إلى دار العامّة فتطيّبوا منها، ووضعت الموائد فأكل الناس، وخرجت الجوائز إلى كلّ قوم على قدرهم.

فلمّا تفرّق الناس وبقي من الخاصّة من بقي قال المأمون لأبي جعفر(عليه السلام): إن رأيت ـ جعلت فداك ـ أن تذكر الفقه الذي فصّلته من وجوه من قتل المحرم; لنعلمه ونستفيده.

فقال أبو جعفر(عليه السلام): نعم، إنّ المحرم إذا قتل صيداً في الحِلّ وكان الصيد من ذوات الطير وكان من كبارها فعليه شاة، فإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً، وإذا قتل فرخاً في الحلّ فعليه حمل(1) قد


(1) فُسّر الحَمَل بالصغير من أولاد الضأن.