المولفات

المؤلفات > منهاج الصالحين

17

إذن ببركة الدقّة والعمق في الجانب الفنّيّ من الفقه الذي تمثّله متانة أساليبالاستدلال وكذلك موضوعيّة الهدف الذي يتوخّاه ويريد إنجازه في واقع الحياةوتناسبه مع التخطيط الإلهيّ لتمكين المسلمين من تطبيق النظريّة الإسلاميّة في الحياة إضافة إلى المؤهّلات الذاتيّة لدى سماحة السيّد المرجع ـ مدّظلّه ـ تطوّرت حركة الفقه وتعمّقت عمليّة الاجتهاد في فقه سماحته، وامتدّ الفقه في سيره الامتداد الاُفقيّ ليستوعب كلّ مجالات الحياة، وتحوّل الاتّجاه نحو تبرير التعامل مع الواقع الفاسد إلى تجاه جهاديّ نحو تغيير الواقع الفاسد وتقديم البديل الفكريّ الكامل عنه من وجهة نظر الإسلام، ومحى في مفهوم حركة الاجتهاد أيّ تصوّر ضيّق للشريعة، وأزال من الذهنيّة الفقهيّة كلّ آثار ذلك الضيق وانعكاساته على البحث الفقهيّ.

 

ثانياً: تعريف موجز بالكتاب:

أمّا الكتاب الذي اختاره سماحة السيّد المرجع ـ مدّ ظلّه ـ للتعليق عليه فهو الرسالة العمليّة للمرجع الراحل آية الله العظمى السيّد محسن الحكيم(رحمه الله) والمسمّاة بمنهاج الصالحين، وقد وقع اختيار سماحة السيّد على هذا الكتاب لأجل اختيار اُستاذه المرجع الشهيد آية الله العظمى السيّد محمّد باقر الصدر(قدس سره) لهذا الكتاب للتعليق عليه، فكان ذلك يسهّل على سماحة السيّد إن أراد بيان جوانب الاختلاف أو الاتّفاق في الفتوى مع اُستاذه في كلّ مسألة من المسائل.

أمّا اختياره للجزء الثاني من الكتاب الخاصّ بالمعاملات دون الجزء الأوّل الخاصّ بالعبادات فلأجل أنّ سماحة السيّد ـ مدّ ظلّه ـ قد كتب فتاواه في العبادات في تعليقته على كتاب (الفتاوى الواضحة) لاُستاذه الشهيد(قدس سره) وقد حوى الكتاب: التقليد والاجتهاد والطهارة والصلاة والصيام والاعتكاف والحجّ والعمرة والكفّارات، وأتمّها بكتاب (فتاوى في الأموال العامّة) الذي حوى فتاوى سماحته في الزكاة وزكاة الفطرة والخمس والفيء والأنفال واللقطة ومجهولة المالك، وألّف سماحته كتاب