المولفات

المؤلفات > مقياس المسافة الشرعيّة مكانيّ أو زمانيّ

5

1 ـ ما مضى من صحيحة عبدالله بن يحيى الكاهليّ في الطائفة الاُولى، فقد مضى أنّها نقلت في نقل الشيخ بمقدار: «التقصير في الصلاة بريد في بريد أربعة وعشرون ميلاً»، وعلى هذا النقل تصبح الرواية من الطائفة الاُولى، ولكن في نقل الصدوق اُضيف في ذيل الرواية قوله: «كان أبي يقول: إنّ التقصير لم يوضع على البغلة السفواء، والدابّة الناجية، وإنّما وضع على سير القطار».

فلو كانت الوحدة الأصليّة هي وحدة المسافة ومقدار الفاصل المكانيّ، فمن الواضح أنّ هذا لا  يختلف باختلاف السفر بالقطار ـ  على حدّ تعبير الرواية  ـ أو على البغلة السفواء، أو على الدابّة الناجية، أو على عابرات القارّات في زماننا، فالبريد هو البريد، والميل هو الميل، وأربعة وعشرون هو الأربعة وعشرون من دون تأثير لآلة السفر في ذلك، أفليس يعني قوله: « إنّ التقصير لم يوضع على البغلة السفواء، والدابّة الناجية، وإنّما وضع على سير القطار » أنّ المقياس الأصليّ هو الوحدة الزمنيّة، وهي بياض اليوم، وبما أنّ القطار أي: الجمال التي كانت تشكّل القافلة، كانت تسير في بياض يوم أربعة وعشرين ميلاً، قلنا: إنّ مسافة القصر هي الأربعة وعشرون ميلاً؟! فلو اختلفت اليوم الوحدة الزمنيّة عن الوحدة المكانيّة كان علينا أن نتّبع الوحدة الزمانيّة.

2 ـ رواية الفضل بن شاذان التي رواها الصدوق بإسناده إلى الفضل بن شاذان، وهي بشكلها الذي نقلناه في الطائفة الاُولى تكون من الطائفة الاُولى، ولكن بشكلها الذي رواه الصدوق بإسناده إلى الفضل بن شاذان، عن الرضا أنّه سمعه يقول: «إنّما وجب التقصير في ثمانية فراسخ لا  أقلّ من ذلك ولا  أكثر لأنّ ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامّة والقوافل والأثقال، فوجب التقصير في مسيرة يوم، ولو لم يجب في مسيرة يوم، لما وجب في مسيرة ألف سنة؛ وذلك لأنّ كلّ يوم يكون بعد هذا اليوم فإنّما هو نظير هذا اليوم، فلو لم يجب في هذا اليوم، لما يجب في نظيره؛ إذ كان نظيره مثله لا  فرق بينهما»(1).


(1) المصدر السابق: 451،. /. من صلاة المسافر.