المولفات

المؤلفات > مقياس المسافة الشرعيّة مكانيّ أو زمانيّ

6

3 ـ وزاد في العلل وعيون الأخبار قوله: «وقد يختلف المسير، فسير البقر إنّما هو أربعة فراسخ، وسير الفرس عشرون فرسخاً، وإنّما جعل مسير يوم ثمانية فراسخ لأنّ ثمانية فراسخ هو سير الجِمال والقوافل، وهو الغالب على المسير، وهو أعظم السير الذي يسيره الجمّالون والمكاريّون»(1).

أفلا يعني كلّ هذا أنّ الوحدة الأصليّة هي الوحدة الزمنيّة، وأنّ اتّخاذ الوحدة الطوليّة كان على ضوء الوحدة الزمنيّة؟!

4 ـ رواية محمّد بن مسلم بسند فيه سند الشيخ إلى عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبي جعفر قال: «سألته عن التقصير؟ قال: في بريد قال: قلت: بريد؟ قال: إنّه إذا ذهب بريداً ورجع بريداً، فقد شغل يومه»(2)، فتراه علّل كفاية بريد واحد بأنّ له رجعة، فإذا رجع فقد تمّ اشتغاله بالسفر بمقدار بياض اليوم، وهذا يعني أنّ المقياس الأصليّ إذن هو بياض اليوم.

5 ـ مرسلة الصدوق في المقنع قال: «سئل أبو عبدالله عن رجل أتى سوقاً يتسوّق بها، وهي من منزله على أربع فراسخ، فإن هو أتاها على الدابّة، أتاها في بعض يوم، وإن ركب السفن، لم يأتها في يوم؟ قال: يتمّ الراكب الذي يرجع من يومه صوماً ويقصّر صاحب السفن»(3)، وهذه هي الرواية الوحيدة التي تدلّ زائداً على أنّ المقياس الأصليّ هي الوحدة الزمنيّة دون الوحدة الامتداديّة على أنّ اختلاف آلة السفر أيضاً يؤثّر في الحساب، ولا  يقتصر على حساب سفر الجِمال فحسب، في حين أنّ المستفاد من روايات اُخرى كان عبارة عن أنّ المقياس يكون وفق الآلة الأكثر تعارفاً في سير الناس.


(1) المصدر السابق، الحديث 2.
(2) المصدر السابق: 459،. /. من صلاة المسافر.
(3) المصدر السابق: 467، 13. 3 من صلاة المسافر.