المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (2)

17

فقال له: نعم يا بنيّ نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلّا كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته، بحقّي عليك فأطعمه يا بنيّ ممّا تأكله، وأسقه ممّا تشرب، ولا تقيّد له قدماً، ولا تغلّ له يداً، فإن أنا متّ فاقتصّ منه: بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة، ولا تحرقه بالنار، ولا تمثّل بالرجل، فإنّي سمعت جدّك رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: «إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور» وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وأنا أعلم بما أفعل به، فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلّا عفواً وكرماً»(1).

ولنعم ما قال الشاعر الإيراني المعروف بشهريار باللغة الفارسية:

مـيزند پس لب او كاسه شير
مى كند چـشم اشارت به اسير
چه اسيرى كه هم او قاتل اوست
تو خدائى مگر اى دشمن دوست

وفي الثاني ـ أيضاً ـ لدينا نصوص كثيرة، وإليك القليل منها:

1 ـ روى المجلسي (رحمه الله) عن السيد الداماد: فيالخبر عن مولانا الصادق(عليه السلام): «إن القلب السليم الذي يلقي ربه وليس فيه أحد غيره»(2).

وهذا يعني: أنّ كلَّ ما سوى الله ليس له وجود في قلبه، إلّا بأن يتلوّن بلونه سبحانه، فإذا أحبّ ولده أو تلاطف مع عائلته فإنّما يفعل ذلك لأنّ الله أمر بذلك، وإذا أحبّ أولياء الله فلأنّهم متصفون بصفات الله ومتقربون إِلى الله، وإذا اكتسب أخاً فهو يكتسبه في الله...

2 ـ وقد ورد ـ أيضاً ـ عن سفيان بن عيينة قال: «سألت الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿إلّا من أتى الله بقلب سليم﴾ قال: السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه»(3).

3 ـ وعن الصادق (عليه السلام): «صاحب النيّة الصادقة صاحب القلب السليم؛ لأنّ سلامة القلب من هواجس المذكورات تخلص النيّة لله في الأُمور كلها»(4).


(1) البحار 42/287 ـ 288.
(2) البحار 82/305.
(3) البحار 70/59.
(4) تفسير «نمونه» 19/88.