المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (3) علائم فاضحة

4

1 ـ إرتكاب محرمات الشريعة. وأذكر هنا لذلك أمثلة:

الأوّل ـ تجويز تركيز النظر على فتاة جميلة محرّمة مقدّمةً للحصول على قدرة جمع الحواسّ على نقطة واحدة كي ينتهي السالك ـ بعدئذ ـ إِلى التركيز على ذات الله تبارك وتعالى. وهنا نتبرّك بنقل كلام سيد العرفاء الحقيقيين ـ والمرجع الديني العظيم، ومؤسّس وقائد الثورة الاسلامية الإِمام الخميني قدّس الله روحه الزكية ـ الوارد في كتابه المبارك (الأربعون حديثاً)، وأنقل النصّ عن الترجمة التي كتبها السيد محمّد الغروي حفظه الله(1) وذلك ما يلي:

«ومن التصرفات الخبيثة للشيطان إضلال القلب وإزاغته عن الصراط المستقيم، وتوجيهه نحو فاتنة(2) أو شيخ مرشد. ومن إبداع الشيطان الموسوس في صدور الناس الفريد من نوعه وهو: أنّه مع بيان عذب أو مليح وأعمال مغرية قد يعلق بعض المشايخ بشحمه أُذن فاتنة(3) جميلة، ويبرّر هذه المعصية الكبيرة، بل هذا الشرك لدى العرفاء(4): بأن القلب إذا كان متعلقاً بشيء واحد استطاع أن يقطع علاقاته مع الآخرين بصورة أسرع، فيركز كلَّ توجيهه أوّلاً على الفتاة الجميلة بحجة أنّ القلب ينصرف عن غيرها، وأنّه منتبه إِلى شيء واحد، ثمّ يقطع هذا الارتباط الوحيد، ويركز قلبه على الحقِّ المتعالي. وقد يدفع الشيطان بإنسان أبله(5) «نحو إنسان أبله»(6) نحو محيّا مرشد مكّار وحش(7) بل شيطان قاطع للطريق، ويلتجي في تبرير هذا الشرك الجليّ إِلى أن هذا المرشد هو الإنسان الكامل، وأنّه لا سبيل للإنسان في الوصول إِلى مقام الغيب المطلق إلّا بواسطة الإنسان الكامل المتجسّد في المرآة الأحديّة للمرشد، ويلتحق كلّ منهما بعالم الجنّ والشياطين، ذاك المرشد بالتفكير في جمال معشوقه ومفاتنه إِلى نهاية عمره، وهذا الإنسان البسيط بالانتباه الدائم إِلى محيّا مرشده المنكوس حتى آخر حياته، فلا تنسلخ العلقة الحيوانيّة عن المرشد، ولا يبلغ الإنسان الأبله الأعمى إِلى منشوده ومبتغاه».

والثاني ـ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجّة استلزامهما لتكدّر الذهن المانع عن الوصول.


(1) الأربعون حديثاً: ص473.
(2) تعبير المتن الأصلي الفارسي في كتاب چهل حديث: 532 «بصورت شوخى يا شيخى» وكلمة شوخ تناسب الفاتن أيضاً ولا تختص بالفاتنة.
(3) في الأصل الفارسي: 532 شوخى دلبر.
(4) في الأصل الفارسي: 532 «بلكه اين شرك عرفانى را».
(5) في التعبير الفارسي: 532 «بعض شوخ چشمان ابله را».
(6) هذه الجملة كأنّها زيادة من القلم، فإنّها غير موجودة في المتن الأصلي الفارسي.
(7) ورد في الأصل الفارسي (ديوسيرت).