المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (4) حقائق عن التّصوّف

10

ومن الحكايات التي لها صلة بالفضيل بن عياض ما ورد في عيون أخبار الرضا(1) في الاحتجاج بين الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وهارون الرشيد حيث وضّح الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) لهارون الرشيد: أنّهم (عليهم السلام) هم ورثة النبي (صلى الله عليه و آله) دون بني العباس؛ وذلك أنّه ادَّعى هارون الرشيد أنّ بني العباس أولى بالإرث؛ لأن أبا طالب (عليه السلام) كان قد مات في زمن رسول الله (صلى الله عليه و آله) والعباس بقي حيّاً إِلى ما بعد الرسول، فحجب علياً (عليه السلام) عن الإرث؛ لأنّ العمّ يحجب ابن العمّ عن الإرث. فأجابه الإمام (عليه السلام) بأنّه قال علي (عليه السلام): «إنّه ليس مع ولد الصلب ذكراً كان أو أنثى لأحد سهم إلّا للأبوين والزوج والزوجة، ولم يثبت للعمّ مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب إذن ففاطمة (عليها السلام) حجبت العباس عن الميراث» إلّا أنّ تيماً وعدياً وبني أُميّة قالوا: العمّ والد رأياً منهم بلا حقيقة، ولا أثَر عن الرسول (صلى الله عليه و آله)، ومن قال بقول علي (عليه السلام) من العلماء فقضاياهم خلاف قضايا هؤلاء، هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة بقول علي (عليه السلام)، وقد حكم به، وقد ولاّه أمير المؤمنين (يعني هارون الرشيد) المصرين الكوفة والبصرة، وقد قضى به... فأمر هارون الرشيد بإحضار نوح بن دراج، وإحضار من يقول بخلاف قوله منهم سفيان الثوري، وإبراهيم المدني. والفضيل بن عياض، فشهدوا أنّه قول عليّ (عليه السلام) في هذه المسألة، فقال لهم: فيما أبلغني بعض العلماء من الحجاز (يعني موسى بن جعفر (عليه السلام)) فلم لا تفتون به وقد قضى به نوح بن دراج؟! فقالوا جسر نوح وجبنّا.

والثالث ـ بشر الحافي وقد جعلوه ـ أيضاً ـ من مشاهير العرفاء(2) وقد ثبّت التاريخ عنه توبته عن معاصيه على يد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وإن لم يثبّت له رجوعه إِلى التشيّع وإِلى إمامة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وقصته ما يلي:


(1) راجع معجم رجال الحديث 13/331.
(2) راجع سفينة البحار 7/103.