المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (4) حقائق عن التّصوّف

12

النتيجة:

والذي نستنتجه من مجموع ما ذكرناه في النقطتين الرابعة والخامسة مايلي:

إنّنا لا نقبل بما يسمّى بالعرفان ويكون مليئاً بالخُرافات، والذي يرادف التصوّف، أو يُفتَرض مرتبة أعلى من التصوّف، ولكنّنا في نفس الوقت لا نقبل بأنّ أمر الشريعة مقتصر على القشر الذي يكتفي به جَمْع ممن يُسمّون بالمقدسين: من صلاة ظاهريّة، وصوم جافّ وما إِلى ذلك وَ «كمْ مِنْ صَائِم لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إلاَّ الجُوعُ والظّمأ، وَكَمْ مِنْ قَائِم لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إلاَّ السَّهَرُ والعَنَاءُ، حَبَّذا نَوْمُ الأكْيَاسِ وإِفطارُهُمْ»(1).

وطبعاً نحن نسلّم أنّ الصلاة والصيام وسائر العبادات والأعمال لو اشتملت على الشرائط الفقهيّة صحّت وأجزأت، ولكنّنا نقول: إنّ روح الشريعة وأهدافها المقدّسة لا تقتصر على هذا القشر، وتلك الروح نسبتها إِلى هذا القشر نسبة اللُّحمة إِلى السَّدى، أو البطانة إِلى الوجه، وكلاهما يشكّلان ثوباً واحداً، وهو: ثوب التقوى. قال الله تعالى: ﴿يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلّهم يذّكّرون﴾(2)


(1) راجع خدمات متقابل اسلام وايران: 647.
(2) راجع منتهى الآمال 2/190.