المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (7) التّوبة والأنابة (2)

3

1 ـ رُوِي عن بعض السلف(1) أنّه قال: «ما من عبد يعصي إلّا استأذن مكانه من الأرض أن يخسف(2) به واستأذن سقفه من السماء أن يسقط عليه كسَفاً، فيقول الله ـ تعالى ـ للأرض والسماء: كفّا عن عبدي وأمهلاه، فإنّكما لم تخلقاه، ولو خلقتماه لرحمتماه، لعلّه يتوب إليّ فأغفر له، لعلّه يستبدل صالحاً فاُبدله حسنات، فذلك معنى قوله تعالى: ﴿إنّ الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده...﴾(3)».

2 ـ رُوِيَ عن بعض العارفين(4) أنّه قال: «إنّ لله ـ تعالى ـ إلى عبده سرّين يسرّهما إليه على سبيل الإلهام: أحدهما إذاخرج من بطن أُمّه يقول له: عبدي قد أخرجتك إلى الدنيا طاهراً نظيفاً، واستودعتك عمرك، وائتمنتك عليه، فانظر كيف تحفظ الأمانة، وانظر كيف تلقاني. والثاني عند خروج روحه يقول: عبدي ماذا صنعت فيأمانتي عندك، هل حفظتها حتى تلقاني على العهد فألقاك على الوفاء، أو أضعتها فألقاك بالمطالبة والعقاب؟ وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿...أوفوا بعهدي أُوف بعهدكم...﴾(5) وبقوله تعالى: ﴿والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون﴾(6)».

3 ـ عن النبي (صلى الله عليه و آله): «ما من يوم طلع فجره ولا ليلة غاب شفقها إلّا وملكان يتجاوبان بأربعة أصوات:

يقول أحدهما: يا ليت هذا الخلق لم يُخلَقوا.

ويقول الآخر: يا ليتهم إذ خُلقوا علموا لماذا خُلقوا.

فيقول الآخر: ويا ليتهم إذ لم يعلموا لماذا خلقوا عملوا بما علموا.

وفي بعض الروايات: (ويا ليتهم إذ لم يعلموا لماذا خلقوا تجالسوا فتذاكروا ما علموا).

فيقول الآخر: ويا ليتهم إذ لم يعملوا بما علموا تابوا ممّا عملوا»(7).


(1) نقله في المحجة 7/94 عن الإحياء للغزالي.
(2) يؤيده ما ورد في الدعاء بعد صلاة زيارة الإمام الرضا (عليه السلام) خطاباً لله تعالى: سيدي لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي أو الجبال لهدّتني أو السماوات لاختطفتني أو البحار لاغرقتني... راجع مفاتيح الجنان باب زيارة الإمام الرضا: 502.
(3) السورة 35، فاطر، الآية: 41.
(4) نقله في المحجة 7/22 عن الإحياء للغزالي.
(5) السورة 2، البقرة، الآية: 40.
(6) السورة 23، المؤمنون، الآية:..
(7) المحجة البيضاء 7/93 ـ94 نقلاً عن الإحياء للغزالي.