المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (7) التّوبة والأنابة (3)

2

فعن الصادق (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): أربع من كنّ فيه لم يهلك على الله بعدهنّ إلّا هالك: يهمّ العبد بالحسنة فيعملها، فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيّته، وإن هو عملها كتب الله له عشراً. ويهمّ بالسيّئة أن يعملها، فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء، وإن هو عملها أُجّل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى أن يُتبعها بحسنة تمحوها، فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول: ﴿... إنّ الحسنات يذهبن السيئات﴾(1) أو الاستغفار، فإن قال: أستغفر الله الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والإكرام وأتوب إليه، لم يكتب عليه شيء، وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقيّ المحروم»(2).

والمقصود طبعاً بالاستغفار: طلب المغفرة المقترن بالتوبة بقرينة ما في ذيل الصيغة التي ذكرها للاستغفار، وهو قوله: وأتوب إليه، وبقرينة روايات أُخر من قبيل ما ورد عن الباقر (عليه السلام) من قوله: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ»(3).

وورد في حديث تام السند التأجيل من الغدوة إلى الليل، فعن زرارة بسند تام قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: «إن العبد إذا أذنب ذنباً أُجّل من غدوة إلى الليل، فإن استغفر الله لم تُكتَب عليه»(4).

وفي رواية أُخرى عن رسول الله (صلى الله عليه و آله): «صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: لا تعجل، وأنظره سبع ساعات، فإن مضت سبع ساعات ولم يستغفر قال: اكتُب فما أقلّ حياء هذا العبد»(5).

والركن الثاني ـ العزم على ترك العود:

وكون هذا ركناً ـ أيضاً ـ من الواضحات؛ إذ بدونه لا يصدق عنوان الرجوع إلى الله أو الرجوع إلى الفطرة الصافية.

والندم في الغالب يستبطن العزم على عدم العود.


(1) السورة 11، هود، الآية: 114.
(2) الوسائل 16/64 ـ 65، باب 85 من جهاد النفس، الحديث 1.
(3) الوسائل 16/74، الباب 86 من جهاد النفس، الحديث 8.
(4) الوسائل 16. 65، الباب 85 من جهاد النفس، الحديث 4.
(5) الوسائل 16/70.