المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (7) التّوبة والأنابة (3)

3

وقد ورد في الحديث عن ربعي، عن الصادق (عليه السلام)، عن أمير المؤمين (عليه السلام): «إن الندم على الشرّ يدعو إلى تركه»(1) وعليه تحمل روايات فرض الندامة، هي: التوبة، من قبيل مرسلة الصدوق قال: من ألفاظ رسول الله (صلى الله عليه و آله) «الندامة توبة»(2).

وما عن عليّ الجهضمي عن الباقر (عليه السلام): «كفى بالندم توبة»(3).

وأمّا باقي الشرائط:

فمنها ـ تدارك ما هضمه من حقوق الله وحقوق الناس، وقد مضى ذلك في حديث علي (عليه السلام) في نهج البلاغة لمن قال بحضرته: أستغفر الله، ونظيره وارد ـأيضاًـ عن عليّ (عليه السلام) في حديثه لكميل في نقل تحف العقول حيث قال في عدّ معاني التوبة: «... والثالث أن تؤدّي حقوق المخلوقين التي بينك وبينهم، والرابع أن تؤدّي حقَّ الله في كلِّ فرض...»(4) حتى أنّه ورد في سند صحيح عن هشام بن الحكم، عن الصادق (عليه السلام) شرط هداية من أضلّه وإليك نصّ الحديث:

عن هشام بن الحكم (وفي بعض النقول: عن هشام بن الحكم وأبي بصير جميعاً) عن الصادق (عليه السلام) قال: «كان رجل في الزمن الأوّل طلب الدنيا من الحلال فلم يقدر عليها، وطلبها من الحرام فلم يقدر عليها، فأتاه الشيطان فقال له: ألاأدلّك على شيء تكثر به دنياك وتكثر به تبعك؟ فقال: بلى، قال: تبتدع ديناً، وتدعو الناس إليه. ففعل، فاستجاب له الناس وأطاعوه، فأصاب من الدنيا، ثُمّ إنه فكّر فقال: ما صنعت؟! ابتدعت ديناً، ودعوت الناس إليه ما أرى لي من توبة إلّا أن آتي من دعوته إليه فأردّه عنه، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه، فيقول: إنّ الذي دعوتكم إليه باطل، وإنّما ابتدعته، فجعلوا يقولون: كذبت هو الحقّ، ولكنّك شككت في دينك، فرجعت عنه. فلمّا رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتّد لها وتداً، ثُمّ جعلها في عنقه وقال: لا أحلّها حتى يتوب الله ـ عزّ وجلّ ـ عليَّ، فأوحى الله ـ عزّ وجل ـ إلى نبيّ من الأنبياء قل لفلان: وعزّتي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتّى تردّ من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه»(5).


(1) الوسائل 16. 61، الباب 83 من جهاد النفس، الحديث 3.
(2) نفس المصدر السابق: ص62، الحديث..
(3) نفس المصدر السابق: ص62، الحديث 6.
(4) البحار 6/27 نقلاً عن تحف العقول.
(5) الوسائل 16/54، الباب 79 من جهاد النفس، الحديث 1.