المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (7) التّوبة والأنابة (3)

9

وليس قيد الإيمان مستأنفاً بتخيّل أنّ الكافر لا معنى لأن يتوب إلى الله؛ وذلك لأنّ الكفر لا ينحصر في إنكار الله عزّ وجل، فقد يكون كتابياً يؤمن بالله، بل وقد يكون مشركاً من عبدة الأوثان الذين يقولون: ﴿... ما نعبدهم إلّا ليقربونا إلى الله زلفى...﴾(1).

وقد دلّت بعض الروايات على اشتراط الإيمان بالمعنى الخاص، وهو: التشيع من قبيل ما مضى من صحيحة محمّد بن مسلم عن الباقر (عليه السلام): «... أما والله إنّها ليست إلّا لأهل الإيمان...»(2) فإنّ كلمة (أهل الإيمان) في ذاك التاريخ مصطلح للشيعة.

وأمّا شرائط الكمال فالروايات فيها عديدة:

منها ـ ما مضى من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة والذي ذكر فيه إذابة اللحم النابت من الحرام، وإذاقة الجسم ألم الطاعة كما ذاق حلاوة المعصية(3) ونحوه كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل في رواية تحف العقول(4).

ومنها ـ ما ورد فيه شرط الصوم كحديث أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) في تفسير توبة النصوح قال: «هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة»(5).

ومنها ـ ما ورد فيه شرط الصلاة من قبيل ما في نهج البلاغة: «ما أهمني ذنب أُمهِلتُ بعده حتى أُصلّي ركعتين وأسأل الله العافية»(6).


(1) السورة 39، الزمر، الآية: 3.
(2) الوسائل 16/79، الباب 89 من جهاد النفس، الحديث 1.
(3) نهج البلاغة: 745، رقم الحكمة: 417.
(4) تحف العقول: 197.
(5) الوسائل 16/78 ـ 79، الباب 88 من جهاد النفس، الحديث 1.
(6) نهج البلاغة: 719، رقم الحكمة: 299.