المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الرابع

242

ولعلّ هذا هو السرّ في أنّنا نفهم دفعة واحدة من الكلام الصورة الثالثة، أعني: أنّه ينصرف ذهننا من أوّل الأمر إلى المرتبة الأخيرة من الجمع.

هذا. وتختلف هذه الصور من حيث الثمرة العمليّة إن قيل بأنّ الجمع بذاته ليس ظاهراً في الاستغراق بل هو ظاهر في المجموعيّة أو مجمل، بخلاف العموم المستفاد من لام الجماعة:

فعلى الصورة الاُولى يستفاد الاستغراق بالنظر إلى كلّ ثلاثة ثلاثة لا بالنظر إلى آحاد الثلاثة.

وعلى الصورة الثانية يستفاد الاستغراق بالنظر إلى كلّ فرد فرد.

وعلى الصورة الثالثة لا عموم أصلا حتّى يستفاد منه الاستغراق.

وعلى الصورة الرابعة بدون ضمّها إلى تلك المقدّمة الخارجيّة يستفاد الاستغراق بالنسبة لكلّ ثلاثة ثلاثة وكلّ أربعة أربعة... وهكذا، لا بالنسبة لكلّ فرد فرد من أفراد الثلاثة أو الأربعة أو باقي المراتب، ومع ضمّها إلى تلك المقدّمة الخارجيّة لا يستفاد الاستغراق أصلا.

ثانيهما: أن يكون المستوعِب ـ بالكسر ـ خصوص المادّة وهو العالم مثلا في (أكرم العلماء)، وذلك يمكن تصويره بعدّة طرق:

الأوّل: ما ذهب إليه المحقّق النائينيّ(قدس سره) من أنّ أداة العموم ـ وهي لام الجماعة ـ وصيغة الجمع طرأتا في عرض واحد على المادّة، فأفادت لام الجمع استغراق كلّ فرد فرد(1).

 


(1) راجع أجود التقريرات، ج 1، ص 446 بحسب الطبعة المشتملة على تعاليق