المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الرابع

244

الطبيعة دون الخصوصيّات الفرديّة، فما يقال: من أنّ الطبيعة قد تلحظ من حيث هي وقد تلحظ فانية في الأفراد، غير صحيح.

القسم الثاني: أن يتصوّر ذلك بنحو يكون المستوعِب ـ بالكسر ـ مفهوماً والمستوعَب ـ بالفتح ـ أفراد مفهوم آخر، وذلك بأن يقال: إنّ قوله: (أكرم العلماء) يكون كقوله: (أكرم كلّ عالم)، إلّا أنّ عمليّة العموم في قوله: (أكرم كلّ عالم) تمّت بدالّين: أحدهما كلمة (كلّ) الدالّة على المفهوم المستوعِب، والآخر كلمة (عالم) الدالّة على المفهوم المستوعَب أفراده. لكن عمليّة العموم فيما نحن فيه تكون بثلاثة دوالّ: دالّ على المفهوم المستوعِب، ودالّ على المفهوم المستوعَب أفراده، ودالّ على الاستيعاب، وذلك بأن يقال: بأنّ المستوعَب هو أفراد العالم الذي هو مفهوم المادّة، والمستوعِب هو مفهوم هيئة الجمع بناءً على أنّ هيئة التثنية والجمع تفيد المعنى الاسميّ لا الحرفيّ، وهذه الهيئة بنفسها لا تدلّ على استيعاب تمام أفراد العالم؛ لأنّ هيئة الجمع وإن كانت مستوعبة للأفراد لكن لم يتعيّن استيعابها لجميع الأفراد، فإنّ أقلّ الجمع ثلاثة، فاحتجنا إلى دالّ آخر يدلّ على استيعاب الهيئة وهو لام الجماعة، فلام الجماعة تدلّ على استيعاب هيئة الجمع لجميع أفراد مفهوم المادّة. وهذا القسم أفاد الصورة الثالثة من صور النحو الأوّل من القسم الأوّل.

ولا يبعد أن يكون هذا أوفق بفهم العرف من الصورة الاُولى في القسم الأوّل على فرض إمكانه؛ لأنّه في تلك الصور اقتضت الصناعة تعيّن الصورة الرابعة المخالفة في نفسها لفهم العرف، وإنّما أرجعناها من حيث النتيجة بضمّ مقدّمة خارجيّة إلى الصورة الثالثة المطابقة لفهم العرف، لكن هذا القسم ابتداءً يفيد تلك الصورة.