المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الرابع

339

ومهما اُخذ القيد بنحو النسبة الناقصة وفرض طروّ الوجود على المقيّد، كما لو قال: (إذا وجد إنسان قرشيّ فأكرمه) فالقرشيّة ليست متأخّرة رتبة عن وجود الإنسان بحسب عالم الجعل، فكذلك نقيضها، فلا مانع من استصحاب العدم الأزليّ.

هذا كلّه هو التقريب الأوّل للتفصيل الذي ذهب إليه المحقّق العراقيّ(رحمه الله)، وهو في الحقيقة تفصيل بين كون الموضوع وجود المتّصف أو اتّصاف الموجود، فيجري في الأوّل دون الثاني(1).

إلّا أنّ تصوّراته(رحمه الله) في رسالته التي ألّفها في خصوص استصحاب العدم الأزليّ اختلفت عمّا سبق منه في رسالة اللباس المشكوك، فتصوّراته في رسالة استصحاب العدم الأزليّ مايلي:

لو اُخذ الوصف بوجوده النعتيّ للموصوف دخيلاً في الموضوع فلا محالة يكون الموصوف مقدّماً رتبة على هذا الوجود النعتيّ تقدّم العلّة على معلوله(2)؛ لأنّ وجود الموصوف دخيل في علّة وجود النعت يقيناً، ولكن كما أنّ الاتّصاف بالقرشيّة مثلاً متأخّر رتبة عن وجود الإنسان كذلك عدم القرشيّة الأزليّ متأخّر رتبة عن عدم الإنسان(3) تأخُّر عدم المعلول عن عدم علّته، وإذا ثبت كون عدم القرشيّة الأزليّ متأخّراً رتبة عن عدم الإنسان، فلا محالة يكون متأخّراً عن وجود الإنسان؛ لأنّ عدم الإنسان يكون في رتبة نقيضه الذي هو وجود الإنسان؛ لأنّ النقيضين دائماً يكونان في رتبة واحدة.



(1) راجع رسالته في اللباس المشكوك، ص 164 ـ 168 بحسب طبعة جماعة المدرّسين بقم.

(2) رغم عدم التأثير والتأثّر في باب الأعدام.

(3) رغم عدم التأثير والتأثّر في باب الأعدام.