المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الرابع

344

الحاضرة في الذهن فعلاً على كلمات المحقّق العراقيّ(قدس سره)في هذا المقام، ومن المحتمل أن تظهر بالتأمّل إشكالات اُخرى.

ثمّ إنّ ماذكره المحقّق العراقيّ(قدس سره) من التفصيل في استصحاب العدم الأزليّ لنفي الحكم بنفي القيد الوجوديّ للموضوع ـ إن تمّ ـ يأتي أيضاً في استصحاب العدم الأزليّ لإثبات الحكم بإثبات القيد العدميّ للموضوع، بلا حاجة في ذلك إلى ما احتجنا إليه في تقريب الكلام في الفرض الأوّل من مسألة لزوم اتّحاد رتبة النقيضين، ومن هنا يظهر أنّ ما ذكرناه من الإشكالين المبنائيّين لا يردان عليه في الفرض الثاني، أعني: الاستصحاب لإثبات الحكم، وإنّما يختصّان بالفرض الأوّل، أعني: الاستصحاب لنفي الحكم(1).

هذا تمام الكلام في استصحاب العدم الأزليّ.



(1) فإنّه لا شغل لنا هناك بنقيضين أصلاً، فلا تأتي ما مضت من النقاشات المبنائيّة بلحاظ باب النقيضين، ولا ما مضت من النقاشات البنائيّة بعد تسليم تلك المباني، بل يقال رأساً ـ في مقام إسراء كلام المحقّق العراقيّ إلى بحث إثبات حكم باستصحاب العدم النعتيّ الذي صار جزءاً لموضوع الحكم ـ: إنّ هذا العدم لو صار جزءاً على شكل ما يفهم من النسبة الناقصة كما لو قال: (إن وجد إنسان غير اُمويّ جاز إكرامه) فهذا العدم له حالة سابقة في الأزل؛ لثبوت ماهيّة الإنسان في عالم التقرّر في الأزل فيستصحب. ولو صار جزءاً على شكل ما يفهم من النسبة التامّة كما لو قال: (إن وجد إنسان ولم يكن اُمويّاً جاز إكرامه) فهنا يكون قد أخذ العدم بعد الفراغ عن فرض وجود الإنسان، وبما أنّ وجود الإنسان في الأزل غير ثابت فهذا العدم النعتيّ لا ثبوت له في الأزل فلا يستصحب.

والنقاش في ذلك يكون بما مضى شرحه في النقاش مع المحقّق النائينيّ(رحمه الله) من أنّه لا يتصوّر أصلاً عدم نعتيّ غير ثابت في الأزل.