المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الرابع

370

هل يعقل خطاب المعدوم أو الغائب أو لا؟ واللفظيّ هو أنّه هل وضعت أداةالخطاب لخصوص خطاب الحاضر أو يشمل المعدوم والغائب؟

وذكر السيّد الاُستاذ ـ دامت بركاته ـ(1): أنّ النزاع العقليّ غير معقول، فإنّ الخطاب إن كان إنشائيّاً لا مجال لتوهّم عدم معقوليّته بالنسبة للمعدوم والغائب، وإن كان فعليّاً لا مجال لتوهّم معقوليّته بالنسبة لهما، فالنزاع إنّما هو بالنسبة للّفظ، وهو: أنّه هل تكون أداة الخطاب موضوعة للخطاب الحقيقيّ أو للخطاب الإنشائيّ؟ واختار ـ دامت بركاته ـ بحسب الاستظهار العرفيّ أنّها موضوعة للخطاب الإنشائيّ، وهو إظهار توجيه الكلام نحو مدخول الأداة وهو المخاطب بداع من الدواعي، فإن كان بداعي الجدّ كان الخطاب حقيقيّاً، وإن كان بداع آخر كان إنشائيّاً(2).

أقول: في كلّ من كلاميه ـ أعني: تحريره لمحلّ النزاع واختياره لأحد الشقّين ـ نظر:

أمّا الأوّل: فلأنّ الخطاب الحقيقيّ إنّما هو قصد الإعداد المخصوص، وهو مدلول تصديقيّ للكلام الخطابيّ، كما أنّ الإخبار الحقيقيّ مدلول تصديقيّ للكلام الإخباريّ، والتمنّي الحقيقيّ مدلول تصديقيّ للكلام الدالّ على التمنّي وهكذا، وليس أحد من المتنازعين غيره ـ دامت بركاته ـ قائلاً بكون اللفظ موضوعاً للمدلول التصديقيّ، وإنّما يكون المدلول التصديقيّ عندهم مستفاداً من الظهور



(1) راجع المصدر الأوّل الذي أشرنا إليه في التخريج السابق تحت الخطّ. وراجع المحاضرات للفيّاض، ج 5، ص 274 طبعة مطبعة صدر بقم.

(2) راجع أجود التقريرات، ج 1، ص 491 تحت الخطّ، بحسب الطبعة المشتملة على تعاليق السيّد الخوئيّ(رحمه الله). وراجع المحاضرات، ج 5، ص 276 بحسب الطبعة المشار إليها آنفاً.