المولفات

المؤلفات > ولاية الأمر في عصر الغيبة

12

لا ينافي إمكان انتصار المؤمنين في فترة زمنيّة وفي بعض بقاع الأرض قبل ظهوره (عليه السلام)، ويبقى هو مدّخراً لإقامة الحكم الإسلامي في جميع أرجاء العالممتى ما زالت هذه الأسباب وسنحت الفرصة لانتصار الحق على الباطل فيربوع الأرض.

وأمّا الروايات التي يدّعى دلالتها على اختصاص الجهاد بزمن حضور الإمام المعصوم (عليه السلام) فقد أجاب عنها ـ بالإضافة إلى أنّ أكثرها ضعيف سنداً ـ بأنّ غاية ما تدلّ عليه هذه الروايات هي لزوم كون الجهاد تحت راية إمام عادل يريد تطبيق الإسلام، وأمّا ضرورة كونه من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) فلا شاهد عليها في هذه الروايات عدا ما قد يستفاد من توصيف الإمام بكلمة «المفترض طاعته» ـ كما في رواية واحدة فقط ـ وهذا أيضاً لا يكفي دليلا على ضرورة كون الجهاد تحت إشراف الإمام المعصوم بعد قيام الدليل على مبدأ ولاية الفقيه، وأنّ ما للإمام فهو للفقيه العادل أيضاً.

هذا بالإضافة إلى أنّ القيام ضدّ الحكومات الجائرة اليوم دفاع عن بيضة الإسلام وعن دار الإسلام، ولا شك في وجوب ذلك حتى في زمن الغيبة.

وأمّا روايات المنع عن الخروج قبل قيام القائم فقد قسّمها المؤلّف دام ظله إلى عدّة طوائف وناقشها جميعاً بمثل: ظهور بعضها في خروج الشخص داعياً لنفسه وفي مقابل الإمام المعصوم، وكون بعضها خطاباً إلى شخص أو أشخاص على نحو القضية الخارجيّة التي لا يستفاد منها التعميم، وظهور بعضها الآخر في الاختصاص بمن يخرج من أهل البيت (عليهم السلام)... إلى غير ذلك من المناقشات الدلالية والسنديّة.