المولفات

المؤلفات > ولاية الأمر في عصر الغيبة

16

أوّلا: آيات الخلافة الواردة في القرآن الكريم:

مثل قوله تعالى: ﴿ وإذ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَة إِنّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفة ﴾(1).

وقوله تعالى: ﴿ هُوَ الّذي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ ﴾(2).

وقوله تعالى: ﴿ وَأَنفقُوا مِمّا جَعَلَكُم مُسْتَخلَفينَ فيه ﴾(3).

إلى غير ذلك من الآيات الواردة في خلافة الإنسان على وجه الأرض، حيث استظهر ـ ضمن بحث طويل ـ أنّ المراد بالخلافة في هذه الآيات هو خلافة اللّه تبارك وتعالى، ثمّ ذكر أنّ خلافة الإنسان للّه تبارك وتعالى على وجه الأرض تقتضي بطبعها تصدّي الإنسان للحكم والإدارة على طبق ما يريده اللّه تبارك وتعالى، وذلك:

إمّا ببيان أنّ الحاكم في كلّ مكان لو قال: جعلت فلاناً خليفةً لي في هذا المكان، دلّ ذلك عرفاً على كونه خليفةً له في الإدارة والحكم وفقاً لتعاليمه وتوجيهاته.

أو ببيان أنّ معنى خلافة الإنسان عن اللّه تبارك وتعالى في الأرض إيكال جميع الأُمور التابعة له إلى الإنسان، وهي عبارة عن مثل عمران البلاد وإشاعة العدل ونشر الأحكام، إلى غير ذلك، ومن جملتها إقامة الحكم الإسلاميّ في العباد.

أو ببيان أنّ أقل ما تقتضيه خلافة الإنسان للّه تعالى على الأرض هي ضرورة تطبيق الأحكام الإلهيّة عليها، ومن الواضح أنّ تطبيق الأحكام الإلهيّة بصورة كاملة يتوقّف على إقامة الحكم وممارسة الإدارة في البلاد.


(1) سورة البقرة: الآية 30.

(2) سورة الأنعام: الآية 165.

(3) سورة الحديد: الآية 7.