المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

174

 

أئمّة الدور الأوّل

 

تمتدّ المرحلة الاُولى في قيادة الأئمّة للمجتمع ـ وهي مرحلة تفادي صدمة الانحراف ـ من بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتستمرّ إلى حياة الإمام الرابع من قادة أهل البيت(عليهم السلام)، فيكون الإمام عليّ(عليه السلام)بدايةً لها، وهو أوّل أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) الذين شاهدوا بداية انحراف التجربة الإسلاميّة في نطاق الدولة وفيما بعدُ في نطاق المجتمع، بعد أن حِيزت الخلافة عنه وتلقّفها بعض الصحابة متنكّرين لوصيّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومجازفين بحداثة التجربة وجدّة عهد المسلمين بالإسلام، فوضعوا كيان الدولة على حافّة الانهيار، بعد أن اتخذت القيادة طريقاً غير طريقها الصحيح، وكان من الطبيعي ـ على حدّ تعبير اُستاذنا السيّد الشهيد(قدس سره) ـ أن ينمو الانحراف ويتّسع حتّى يحيط بالتجربة نفسها، فتنهار الزعامة التي تشرف على تطبيق الإسلام، وحينما تنهار الدولة وتنهار زعامة التجربة ينهار تبعاً لذلك المجتمع الإسلاميّ؛ لأنّ المجتمع الإسلاميّ يتقوّم بالعلاقات التي تنشأ على أساس الإسلام، فإذا لم تبقَ زعامة التجربة لترعى هذه العلاقات وتحمي وتقنّن قوانين لهذه العلاقات، فلا محالة ستتفتّت هذه العلاقات وتتبدّل بعلاقات اُخرى قائمة على أساس آخر غير الإسلام، وهذا معناه زوال المجتمع الإسلاميّ.

وبهذا فإنّ الأئمّة(عليهم السلام) ـ وبعد ظهور انحراف التجربة الإسلاميّة