المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

137

هذا الارتباط الوحيد، ويركز قلبه على الحقِّ المتعالي. وقد يدفع الشيطان بإنسان أبله(1) «نحو إنسان أبله»(2) نحو محيّا مرشد مكّار وحش(3) بل شيطان قاطع للطريق، ويلتجئ في تبرير هذا الشرك الجليّ إلى أنّ هذا المرشد هو الإنسان الكامل، وأنّه لا سبيل للإنسان في الوصول إلى مقام الغيب المطلق إلاّ بواسطة الإنسان الكامل المتجسّد في المرآة الأحديّة للمرشد، ويلتحق كلّ منهما بعالم الجنّ والشياطين، ذاك المرشد بالتفكير في جمال معشوقه ومفاتنه إلى نهاية عمره، وهذا الإنسان البسيط بالانتباه الدائم إلى محيّا مرشده المنكوس حتّى آخر حياته، فلا تنسلخ العلقة الحيوانيّة عن المرشد، ولا يبلغ الإنسان الأبله الأعمى إلى منشوده ومبتغاه».

والثاني: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجّة استلزامهما لتكدّر الذهن المانع عن الوصول.

لاحِظ بهذا الصدد ما نقله صاحب كتاب روح مجرّد(4) عن الحدّاد، وحاصله ما يلي:

حوِّل النجاسة إلى غيرك لا إلى نفسك، فلو رأيت ـ مثلاً ـ أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدّيان بك إلى حالة الغضب، وتكدّر الفكر، وانكسار صفاء الذهن، وهذا أضرّ عليك ممّا يوجبه ارتكاب الجرم والحرام من الضرر على ذاك الفاعل، فاتركه على حاله، واحتفظ أنت بصفاء نفسك. انتهى ملخّصاً.

انظر إلى هذه التوصية للوصول إلى مدارج كمال النفس وتحصيل صفائها بترك


(1) في التعبير الفارسي: 532 «بعض شوخ چشمان ابله را».

(2) هذه الجملة كأنّها زيادة من القلم، فإنّها غير موجودة في المتن الأصلي الفارسي.

(3) ورد في الأصل الفارسي (ديوسيرت).

(4) روح مجرّد: 596.