المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

156

ذلك أكثر من ستّة أشهر، وارتحل بعد ذلك إلى رحمة الله الأبديّة. وفي خلال هذه الأشهر الستّة كتب المرحوم التُستري رسالة إلى أحد مبرّزي طلاّب المرحوم الشيخ الأنصاري، وهو: الآخوند المولى حسين قلي الدرجزيني الهمداني، وقد كانت منذ سنين عديدة في زمان حياة المرحوم الشيخ الأنصاري رابطة الأُلفة قائمة بين الآخوند والسيّد التُستري، وكان الآخوند يستفيد الأخلاق والعرفان من السيّد التُستري، وكان الآخوند بعد وفاة الشيخ الأنصاري مصمّماً على التدريس، وكان بانياً على تكميل بحث الشيخ الذي كان قد كتبه هو ـ أيضاً ـ بعنوان التقريرات، وإذا برسالة السيّد التُستري تصل إلى الآخوند الهمداني ويقول له فيها:

هذا الطريق غير صحيح لك، ولابدّ لك أن تدرك مقامات عالية أُخرى... إلى أن يؤثّر السيّد في الآخوند، ويقلبه إلى وادي الحقّ والحقيقة، وأخيراً أصبح الآخوند في المعارف الإلهيّة فوق الأقران، وكان من عجائب الدهر وهو ـ أيضاً ـ ربّى تلاميذ على هذا الخط أصبح كلّ واحد منهم أُسطوانة للمعرفة والتوحيد وآية عظيمة. ومن أبرزهم: المرحوم الحاج ميرزا جواد آقا الملكي التبريزي، والمرحوم السيّد أحمد الكربلائي الطهراني، والمرحوم السيّد محمّد سعيد الحبوبي، والمرحوم الحاج الشيخ محمّد البهاري.

وكان الأُستاذ الكبير والعارف بلا بديل المرحوم الحاج عليّ آقا القاضي التبريزي رضوان الله عليه من تلاميذ مدرسة السيّد أحمد الكربلائي. هذه هي سلسلة اساتيذنا المنتهية إلى المرحوم التُستري ومن ثمّ إلى ذاك الشخص الحائك، ولم يُعلم من هو هذا الرجل الحائك، وبمن كان مرتبطاً، ومن أين أتى بهذه المعارف، وبأيّ وسيلة حصل عليها؟» انتهى.

أقول: إنّني لا اُريد أن أتّهم الأفاضل الأعلام الموجودة أسماءهم في القِصّة التي قصّها صاحب كتاب لبّ اللباب إلى ارتباطهم برجل حائك لم يعرف هل هو إنس