المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

161

1 ـ ورد في الوسائل(1) عن عبدالله بن سليمان قال: «سمعت أبا جعفر(عليه السلام)وعنده رجل من أهل البصرة، وهو يقول: إنّ الحسن البصري يزعم أنّ الذين يكتمون العلم تُؤذي ريح بطونهم أهل النار، فقال أبو جعفر(عليه السلام): فهلك إذن مؤمن آل فرعون، مازال العلم مكتوماً منذ بعث الله نوحاً، فليذهب الحسن يميناً وشمالاً فوالله ما يوجد العلم إلاّ هاهنا».

2 ـ رُوِيَ أنّ عليّ بن الحسين(عليه السلام) رأى يوماً الحسن البصري وهو يقصّ عند الحجر الأسود، فقال له(عليه السلام): «أترضى يا حسن نفسك للموت؟ قال: لا، قال: فعملك للحساب؟ قال: لا، قال: فثمّ دار للعمل غير هذه الدار؟ قال: لا، قال: فلله في أرضه معاذٌ غير هذا البيت؟ قال: لا، قال: فلِمَ تشغل الناس عن الطواف»(2).

3 ـ وقيل لعليّ بن الحسين(عليه السلام) يوماً: «إنّ الحسن البصري قال: ليس العجب ممّن هلك كيف هلك؟ وإنّما العجب ممّن نجا كيف نجا.

فقال(عليه السلام): أنا أقول: ليس العجب ممّن نجا كيف نجا، وأمّا العجب ممّن هلك كيف هلك مع سِعة رحمة الله»(3).

وقد يقال: إنّ أوّل من سُمّي باسم الصوفي أو بذر مسلك التصوّف بين المسلمين هو: أبو هاشم الكوفي(4).

وقد رُوِيَ عن الإمام العسكري(عليه السلام) عن الصادق(عليه السلام): بشأن أبي هاشم الكوفي: إنّه كان فاسد العقيدة جدّاً، وهو الذي ابتدع مذهباً يقال له: التصوّف(5).

وممّن اشتهر بكونه من الصوفيّة: سفيان الثوري. وقيل: إنّه تلميذ لأبي هاشم


(1) الوسائل 27/18 ـ 19، الباب 3 من صفات القاضي، الحديث 6.

(2) البحار 78 / 153.

(3) المصدر السابق.

(4) راجع خدمات متقابل اسلام وايران: 643، وجلوه حقّ لآية الله مكارم: 19.

(5) سفينة البحار 5/198.