المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

162

الصوفي(1).

وكذلك ممّن اشتهر بذلك امرأة اسمها رابعة العدويّة، ويبالغون فيها وفي قداستها وعظمتها وكشفها وشهودها وما إلى ذلك: وقيل إنّ سفيان الثوري كان يطرح عليها مسائله، وكان يتعظ بمواعظها.

وقيل ـ أيضاً ـ: إنّه حينما توفّي عنها زوجها أراد الحسن البصري أن يتزوج بها، فطرحت رابعة اسئلة على حسن البصري، وعجز الحسن عن الجواب، فحينما رأت رابعة خلوَّ الحسن البصري عن تلك المعارف امتنعت من قبول طلبه، وأرسلت إِليه الأبيات التالية:

راحتي يا إخوتي في خلوتي
وحبيبي دائماً في حضرتي
لم أجده عن هواه عوضاً
وهواه في البرايا محنتي
حيثما كنتُ أُشاهدْ حسنه
فهو محرابي إليه قبلتي
إنْ أمتْ وجداً وما ثمّ رضا
واعَنائي في الورى واشقوتي
يا طبيبَ القلبِ يا كلَّ المنى
جدْ بوصل منكَ يشفي مُهْجتي
يا سُروري وحياتي دائماً
نشأتي منكَ وأيضاً نشوتي
قد هجرت الخلقَ جَمْعاً أرتجي
منكَ وصْلاً فهو أقصى مُنيتي

وقيل ـ أيضاً ـ: إنّه قال لها ذات يوم سفيان الثوري: صفي لي درجة إيمانك واعتقادك بالله جلَّ وعلا، فقالت رابعة: إنّي لا أعبد الله شوقاً إلى الجنّة، ولا خوفاً من جهنم، وإنّما أعبده لكمال شوقي إليه، ولأداء شرائط العبوديّة. وبعد ذلك أنشأت هذه المناجاة:

 

اُحبّك حبّين حبَّ الهوى
وحبّاً لأنّك أهلٌ لذاك
فأمّا الذي هو حبُّ الهوى
فشغلي بذكراك عمّن سواك


(1) راجع خدمات متقابل اسلام وايران: 646.