المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

203

ختامه مسك:

والآن حان لنا أن نختم هذا المدخل المختصر إلى حديثنا العملي عن تزكية النفس بذكر رواية مرويّة عن الشبليّ، عن سيّدنا ومولانا زين العابدين(عليه السلام). وليس هذا هو الشبليّ المعروف المسمّى بجعفر بن يونس؛ فإنّه كان متأخِّراً عن زمان إمامنا زين العابدين(عليه السلام) بكثير، وكان قد مات في سنة ثلاث مئة وأربع وثلاثين أو خمس وثلاثين على ما ورد في روضات الجنّات(1)، والرواية ما يلي:

قال المحدّث النوري(رحمه الله) في مستدرك الوسائل(2) ما نصّه:

العالم الجليل الأوّاه السيّد عبدالله سبط المحدّث الجزائري في شرح النخبة قال: وجدت في عدّة مواضع اُوثِّقُها بخطّ بعض المشايخ الذين عاصرناهم مرسلاً أنّه: «لمّا رجع مولانا زين العابدين(عليه السلام) من الحجّ استقبله الشبليّ فقال(عليه السلام)له: حججت يا شبليّ؟ قال: نعم يابن رسول الله، فقال(عليه السلام): أنزلت الميقات، وتجرّدت عن مخيط الثياب، واغتسلت؟ قال: نعم، قال:فحين نزلت الميقات نويت أنّكَ خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟ قال: لا، قال: فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك نويت أنّكَ تجرّدت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات؟ قال: لا، قال: فحين اغتسلت نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذنوب؟ قال: لا، قال: فما نزلت الميقات، ولا تجرّدت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت.

ثُمَّ قال: تنظّفت، وأحرمت، وعقدت بالحجّ؟ قال: نعم، قال: فحين تنظّفت، وأحرمت، وعقدت الحجّ نويت أنّكَ تنظّفت بنورَةِ التوبة الخالصة لله تعالى؟ قال: لا، قال: فحين أحرمت نويت أنّك حرّمت على نفسك كلَّ محرّم حرّمه الله عزَّ وجلّ؟ قال: لا، قال: فحين عقدت الحجّ نويت أنّكَ قد حللت كلَّ عقد لغير الله؟


(1) روضات الجنّات 2/235. ط ـ إسماعيليان ـ قم.

(2) مستدرك الوسائل 10/166 ـ 172.