المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

204

قال: لا، قال له(عليه السلام): ما تنظّفت، ولا أحرمت، ولا عقدت الحجّ.

قال له: أدخلت الميقات، وصلّيت ركعتي الإحرام، ولبّيت؟ قال: نعم، قال: فحين دخلت الميقات نويت أنّك بنيّة الزيارة؟ قال: لا، قال: فحين صلّيت الركعتين نويت أنّكَ تقرّبت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة وأكبر حسنات العباد؟ قال: لا، قال: فحين لبّيت نويت أنّك نطقت لله ـ سبحانه ـ بكلّ طاعة، وصمتّ عن كلِّ معصية؟ قال: لا، قال له(عليه السلام): ما دخلت الميقات، ولا صلّيت، ولا لبّيت.

ثُمّ قال له: أدخلت الحرم، ورأيت الكعبة، وصلّيت؟ قال: نعم، قال: فحين دخلت الحرم نويت أنّك حرَّمت على نفسك كلَّ غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملّة الإسلام؟ قال: لا، قال: فحين وصلت مكّة نويت بقلبك أنّك قصدت الله؟ قال: لا، قال(عليه السلام): فما دخلت الحرم، ولا رأيت الكعبة، ولا صلّيت.

ثُمّ قال: طفت بالبيت، ومسست الأركان، وسعيت؟ قال: نعم، قال(عليه السلام): فحين سعيت نويت أنّك هربت إلى الله، وعَرَفَ منك ذلك علاّم الغيوب؟ قال: لا، قال: فما طفت بالبيت، ولا مسست الأركان، ولا سعيت.

ثُمّ قال له: صافحت الحجر، ووقفت بمقام إبراهيم(عليه السلام) وصلّيت به ركعتين؟ قال: نعم، فصاح(عليه السلام) صيحة كاد يفارق الدنيا، ثُمّ قال: آه آه، ثُمّ قال(عليه السلام): مَنْ صافح الحجر الأسود فقد صافح الله تعالى، فانظر يا مسكين لا تضيّع أجر ما عَظُمَ حرمته، وتنقض المصافحة بالمخالفة وقبض الحرام نظير أهل الآثام، ثُمّ قال(عليه السلام): نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم(عليه السلام) أنّك وقفت على كلِّ طاعة، وتخلّفت عن كلِّ معصية؟ قال: لا، قال: فحين صلّيت فيه ركعتين نويت أنّك صلّيت بصلاة إبراهيم(عليه السلام)، وأرغمت بصلاتك أنف الشيطان؟ قال: لا، قال له: فما صافحت الحجر الأسود، ولا وقفت عند المقام، ولا صلّيت فيه ركعتين.

ثُمّ قال(عليه السلام) له: أشرفت على بئر زمزم، وشربت من مائها؟ قال: نعم، قال: نويت