المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

205

أنّك أشرفت على الطاعة، وغضضت طرفك عن المعصية؟ قال: لا، قال(عليه السلام): فما أشرفت عليها، ولا شربت من مائها.

ثُمّ قال له(عليه السلام): أسعيت بين الصفا والمروة، ومشيت، وتردّدت بينهما؟ قال: نعم، قال له: نويت أنّك بين الرجاء والخوف؟ قال: لا، قال: فما سعيت، ولا مشيت، ولا تردّدت بين الصفا والمروة.

ثُمّ قال: أخرجت إلى مِنى؟ قال: نعم، قال: نويت أنّك آمنت الناس من لسانك وقلبك ويدك؟ قال: لا، قال: فما خرجت إلى مِنى.

ثُمّ قال له: أوقفت الوقفة بعرفة، وطلعت جبل الرحمة، وعرفت وادي نَمِرة، ودعوت الله ـ سبحانه ـ عند الميل والجمرات؟ قال: نعم، قال: هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله ـ سبحانه ـ أمر المعارف والعلوم، وعرفت قبض الله على صحيفتك واطلاعه على سريرتك وقلبك؟ قال: لا، قال: نويت بطلوعك جبل الرحمة أنّ الله يرحم كلَّ مؤمن ومؤمنة، ويتولّى كلَّ مسلم ومسلمة؟ قال: لا، قال: فنويت عند نَمِرة أنّك لا تأمر حتّى تأتمر، ولا تزجر حتّى تنزجر؟ قال: لا، قال: فعندما وقفت عند العلم والنمرات نويت أنّها شاهدة لك على الطاعات حافظة لك مع الحفظة بأمر ربّ السموات؟ قال: لا، قال: فما وقفت بعرفة، ولا طلعت جبل الرحمة، ولا عرفت نَمِرة، ولا دعوت، ولا وقفت عند النمرات.

ثُمّ قال: مررت بين العلمين، وصلّيت قبل مرورك ركعتين، ومشيت بمزدلفة، ولقطت فيها الحصى، ومررت بالمشعر الحرام؟ قال: نعم، قال:فحين صلّيت ركعتين نويت أنّها صلاة شكر في ليلة عشر تنفي كلَّ عسر، وتيسّر كلّ يسر؟ قال: لا، قال: فعندما مشيت بين العلمين، ولم تعدل عنهما يميناً وشمالاً نويت أن لا تعدل عن دين الحقِّ يميناً وشمالاً لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك؟ قال: لا، قال: فعندما مشيت بمزدلفة، ولقطت منها الحصى نويت أنّك رفعت عنك كلّ معصية