المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

212

بالطُرُق المحلّلة عادة ـ فهناك شهوات اُخرى تشتعل وتَلْتَهِب أكثر فأكثر بتقدّم العمر، ويشيب ابن آدم وتشبّ فيه خصلتان: الحرص وطول الأمل، فعن رسول الله(صلى الله عليه وآله): « يهرم ابن آدم ويشبّ منه اثنان: الحرص على المال والحرص على العمر »(1).

وعنه(صلى الله عليه وآله): «يهلك ـ أو قال ـ يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان الحرص والأمل»(2).

وعن طُرُق العامّة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): «حبّ الشيخ شابّ في طلب الدنيا وإن التفّت ترقوتاه من الكِبَر، إلاّ الذين اتقوا، وقليل ماهم»(3).

وإفساد طول الأمل وكذلك اتِّباع الهوى على الإطلاق للنفس أكثر بكثير من مجرّد فوران شهوة الجنس في الشابّ. وقد ورد عن امير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: «ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خصلتان: اتِّباع الهوى وطول الأمل، أمّا اتِّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، وأمّا طول الأمل فيُنسي الآخرة»(4). وليس اتِّباع شهوة الجنس إلاّ جزءاً يسيراً من اتِّباع الهوى.

إذن فتجب المبادرة إلى تهذيب الروح وتزكية النفس من أوّل سني البلوغ وأوّل حالة الشباب. وقد ورد عن الصادق(عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: « ﴿... أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ ...﴾(5) أنّه توبيخ لابن ثماني عشر سنة»(6). ولئن استطاع أحد أن يربّي نفسه قبل سني البلوغ كي لا تزل به قدمه بعد البلوغ ويكون ملتزماً بتكاليفه من أوّل البلوغ، لكان ذلك خيراً.


(1) البحار 73/161.

(2) البحار 73/161.

(3) المحجّة البيضاء 8/249.

(4) البحار 73/163.

(5) السورة 35، فاطر، الآية: 37.

(6) تفسير البرهان 3/366.