المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

221

الثاني: مقدِّمة التوبة.

الثالث: أركان التوبة وشرائطها.

الرابع: التوبة النصوح.

 

الأمر الأوّل ـ ضرورة التوبة:

إنّ ضرورة التوبة تنبع من ضرورة الإيمان، وفلسفتها نفس فلسفة الإيمان والطاعة.

فمَن يرى أنّ فلسفة الإيمان والطاعة عبارة عن الهروب من النار والطمع في الجنّة، فنفس الفلسفة هي التي تملي عليه التوبة؛ وذلك لأنّ الطريق الوحيد الذي أوجب الله ـ تعالى ـ على نفسه أن يغفر عن ذاك الطريق ولا يوجد فيه التخلّف، إنّما هو: التوبة؛ إذ قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَة ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيب فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾(1) أمّا المغفرة بلا توبة فهي تتحقّق من الله ـ سبحانه وتعالى ـ بلا شك، ولكنّه لم يوجبها على نفسه، بل علّقها على مشيئته في قوله تعالى: ﴿... وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ...﴾(2) كما أنّ قبول شفاعة الشافعين علّقه على ارتضائه فقال: ﴿وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ... ﴾(3) وقال أيضاً: ﴿ يَوْمَئِذ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ﴾(4) وقال أيضاً: ﴿ ... مَا مِن شَفِيع إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ... ﴾(5)


(1) السورة 4، النساء، الآية: 17.

(2) السورة 4، النساء، الآية: 48.

(3) السورة 21، الأنبياء، الآية: 28.

(4) السورة 20، طه، الآية: 109.

(5) السورة 10، يونس، الآية: 3.