المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

291

 

 

 

 

الفصل السادس

ا لســــما ع

 

ذكر بعض أهل العرفان الكاذب المنحرف عن خطّ أهل البيت(عليهم السلام) أنّ من بدايات السلوك إلى الله الالتزام الهادف بالسَماع؛ لأنّ السَماع ـ وهو الغناء ـ يحدو كلّ أحد إلى مقصده، فيؤثّر في نفس السالك إلى الله ـ أيضاً ـ في حدوه إلى مقصده الخاص به(1).

ومن المضحك استشهاده(2) لذلك بقوله تعالى: ﴿لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لاَسْمَعَهُمْ ...﴾(3).

في حين أنّه لا علاقة للسماع بمعنى الغناء بسماع الخير والهداية، إلاّ توهّمه الذي ذكرناه آنفاً، وحتّى لو غضضنا النظر عمّا هو ثابت في فقه أهل البيت(عليهم السلام) من حرمة الغناء نقول:

إنّ السَماع يحرّك في النفس الهواجس الكامنة تحريكاً لهويّاً، وليس السالك إلى الله مفنياً ومُنهيا لتلك الهواجس، وغاية ما يفترض بشأنه سيطرته عليها


(1) راجع منازل السائرين باب السَماع، وهو الباب العاشر من البدايات، وشرحه لكمال الدين عبدالرزاق الكاشاني: 44.

(2) راجع منازل السائرين باب السَماع، وهو الباب العاشر من البدايات، وشرحه لكمال الدين عبدالرزاق الكاشاني: 44.

(3) السورة 8، الأنفال، الآية: 23.