المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

293

 

 

 

 

الفصل السابع

ا لحـــــز ن

 

ومن هنا إلى تسعة فصول أي: إلى الفصل الخامس عشر سُمّيت بقسم الأبواب، في مقابل ما مضى المسمّى بقسم البدايات بدعوى أنّ البدايات كانت لعامّة الناس، وهم أهل الظاهر الذين لم يتجاوزوا إلى الباطن، واشتغلوا برفع الموانع وقطع العلائق وعندئذ انفتحت عليهم أبواب الباطن، فدخلوها، وهي انفعالات وآثار من أنوار القلوب(1).

قال الله تعالى: ﴿وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ﴾(2).

قيل بشأن نزول هذه الآية المباركة: إنّ سبعة من فقراء الأنصار جاؤوا إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) وطلبوا منه تمكينهم ممّا يمكّنهم من الاشتراك في الجهاد، فاعتذر منهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعدم وجدانه لذلك، فتولّوا وأعينهم تفيض من الدمع، فنزلت هذه الآية بشأنهم، وعُرِفوا بعد ذلك باسم البكّائين(3).

الحزن قد يكون بمعنى التوجّع على ما فات ممّا يقبل التدارك بمثل القضاء أو


(1) راجع شرح منازل السائرين لكمال الدين عبدالرزاق الكاشاني: 46.

(2) السورة 9، التوبة، الآية: 92.

(3) راجع تفسير «نمونه» 8 / 80 .