المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

306

بسبب عدم اعترافهم بعصمة الأئمّة(عليهم السلام) وكونهم من أخصّ الخواصّ، فحينما يُرى منهم الخوف بأحد المعنيين الأوّلين (زائداً على الخوف الثالث الذي هو في الحقيقة تهيّبٌ وليس خوفاً) لا يكون ذلك منافياً لديهم للمبدأ الذي قرّروه من فقدان الخوف بالمعنيين الأوّلين لدى خواصّ الخواصّ المقرّبين؛ إذ لا يهمّهم الوصول إلى نتيجة نفي كون أئمّتنا(عليهم السلام) من المقرّبين.

على أنّ الوصول لا ينافي خوف تجدّد الحجاب، والطهارة الكاملة لا تنافي خوف تجدّد التلوّث أو تجدّد استحقاق العقاب.

ولنذيّل الحديث عن الخوف بذكر بعض روايات الباب:

1 ـ عن حمزة بن حمران بسند تامّ قال: «سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: إنّ ممّا حُفِظَ من خطب رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: أيّها الناس، إنّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألا إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه؟ وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه؟ فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشبيبة قبل الكِبَر، وفي الحياة قبل الممات، فوالذي نفس محمّد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب، وما بعدها من دار إلاّ الجنّة أو النار»(1).

2 ـ عن أبي عبيدة الحذّاء بسند تامّ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك؟ فلا يصبح إلاّ خائفاً، ولا يصلحه إلاّ الخوف»(2).

3 ـ عن داود الرقيّ بسند تامّ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَلِمَنْ


(1) الوسائل 15/218 ـ 219، الباب 14 من جهاد النفس، الحديث 1.

(2) الوسائل 15/219، الباب 14 من جهاد النفس، الحديث 2.