المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

307

خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾(1) قال: «من علم أنّ الله يراه، ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شرّ، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى»(2).

4 ـ رواية أنس بن محمّد أبي مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وصيته له: «يا عليّ ثلاث درجات، وثلاث كفّارات، وثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، فأمّا الدرجات فإسباغ الوضوء في السَبَرات(3)، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات. وأمّا الكفّارات فإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجّد بالليل والناس نيام. وأمّا المهلكات فشحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأمّا المنجيات فخوف الله في السرّ والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط»(4).

5 ـ رواية إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبدالله(عليه السلام): «يا إسحاق خفِ الله كأنّك تراه، وإن كنت لا تراه فإنّه يراك، وإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنّه يراك ثُمّ برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك»(5).

ثُمّ إنّنا وإن كنّا سنبحث ـ إن شاء الله ـ الرجاء في فصل مستقلّ، لكنّنا يجب أن نشير هنا إلى: أنّ الخوف وحده إذا انفصل عن الرجاء كان بالنسبة لعامّة الناس مُفسداً، فصحيح أنّ الخوف يكون في حقيقته مصلحاً للقلب وللنفس وكذلك الرجاء ما لم ينقلب إلى الضدّ، كما ورد في الحديث عن ابن أبي نجران، عمّن ذكره،


(1) السورة 55، الرحمن، الآية: 46.

(2) الوسائل 15/219، الباب 14 من جهاد النفس، الحديث 3.

(3) جمع سبرة، فسّرت بالغداة الباردة، أو شدّة البرد.

(4) كتاب الخصال 1 / 84 ـ 85، باب الثلاثة، الحديث 12.

(5) الوسائل 15/220، الباب 14 من جهاد النفس، الحديث 6.