المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

311

وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾(1) فتراه سبحانه وتعالى أوعد مَنْ أشرك بالله وقتل النفس التي حرّم الله وزنى بمضاعفة العذاب يوم القيامة والخلود فيه مهاناً، ثُمّ استثنى من ذلك مَنْ تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً، ووعد الله مَن يدخل في هذا الاستثناء أن يبدّل سيّئاته حسنات، وقد يكون من جزء العمل الصالح الذي يجب على القاتل أن يعمله هو: تهيّؤه لتنفيذ حكم القصاص عليه، ولكنّه على أيّ حال ليس باب رحمة الربّ مغلقاً عليه، ولكنّ هذا الشقي المحروم غلق باب الرحمة على نفسه باليأس.

وقد ورد في الحديث عن أبي حمزة الثمالي قال: «قال الصادق جعفر بن محمّد(عليه السلام): ارج الله رجاءً لا يجرئك على معصيته، وخفِ الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته»(2).

وخلاصة الكلام: أنّ الخوف والرجاء إذا اجتمعا متساويين دفع كلّ منهما الخطر الذي قد يتوجّه إلى النفوس الضعيفة من الآخر.

وقد ورد في حديث صحيح عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه (ونحن نعتقد بصحّة مراسيل ابن أبي عمير) عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال: «كان أبي يقول: إنّه ليس من عبد مؤمن إلاّ وفي قلبه نوران: نور خيفة، ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا»(3).

وأيضاً ورد عن حماد بن عيسى، عن الصادق(عليه السلام) قال: «كان فيما أوصى به لقمان لابنه أن قال: يا بنيّ خفِ الله خوفاً لو جئته ببرّ الثقلين خفت أن يعذّبك الله،


(1) السورة 25، الفرقان، الآيات: 68 ـ 70.

(2) الوسائل 15/217 ـ 218، الباب 13 من جهاد النفس، الحديث 7.

(3) المصدر السابق: ص217، الحديث 4.