المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

322

السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ...﴾(1).

وقال تعالى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَل لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ...﴾(2) ولكن الإنسان هو الذي حمل الأمانة، وعليه أن يعمل على وفق متطلّباتها كاملة. وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولاً.

والوصول إلى هكذا مقامات مع حفظ التوازن بحاجة إلى رياضة عظيمة ومثابرة كبيرة، ولا ينالها إلاّ ذو حظّ عظيم. وذلك بحاجة إلى الصدق والجدّية الكاملين في إرادة تهذيب النفس من ناحية، وإلى الطلب من الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا في ذلك من ناحية أُخرى، فإن فعلنا ذلك كلّه حقّاً كنّا مصداقاً للآية الكريمة: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾(3).

 


(1) السورة 33، الأحزاب، الآية: 72.

(2) السورة 59، الحشر، الآية: 21.

(3) السورة 29، العنكبوت، الآية: 69.