المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

352

الموالي ؟ ! فنزلت الآية المباركة(1).

3 ـ وفي حديث آخر: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مكّة ذات يوم فقال: «يا أيّها الناس إنّ الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: رجل برّ تقيّ كريم على الله، وفاجر شقيّ هيّن على الله. والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ »(2).

والتفاضلات المادّية التي يتمسّك بها الناس غير المتديّنين تكون في الغالب راجعة إلى أحد اُمور ثلاثة:

1 ـ التفاضل بالنسب والقبيلة، وهذا ما أشارت إليه هذه الآية.

2 ـ أو بالمال والقدرات الاقتصادية، وهذا ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الاَْمْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً * تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّنْ ذَلِكَ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً﴾(3) في حين أنَّ العقل يحكم ـ أيضاً ـ قبل الشرع بأنّ المال أمر عرضيّ يحصل حتّى بالظلم والطغيان، ويزول في لحظة من القَدَر، ولا فضيلة له في ضوء إشعاعات العقل على الإطلاق.

3 ـ أو بالمكانة الاجتماعيّة والسياسيّة أو القدرة والسلطة.

ولعلّه يشير إلى كلّ هذه الامتيازات الوهميّة قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُل مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم


(1) المصدر السابق: ص 200.

(2) المصدر السابق: ص 200.

(3) السورة 25، الفرقان، الآيات: 8 ـ 10.