المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

365

 

 

 

 

الفصل السادس عشر

ا لحــــر مــــة

 

قيل: لمّا انفتحت أبواب الغيب على العبد بإشراق نور الحقِّ على القلب وانعكاسه إلى النفس على أثر العمل بنتائج أبحاث البدايات، ثُمّ أبحاث الأبواب، اطّلع القلب على الحضرة الإلهيّة بانفتاح عين البصيرة، وتمرّنت النفس بالطاعة، فكأنّ القلب يأخذ في المعاملة مع الحقِّ لقوّة اليقين وظهور آثار الأُنس بطلوع أنوار القدس(1) فمن هنا إلى الفصل الحادي والعشرين قد تسمّى بقسم المعاملات ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾(2).

قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾(3).

وقال عزّوجلّ: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ...﴾(4).

وقال عزّ اسمه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ


(1) راجع شرح منازل السائرين للكاشاني: 61.

(2) السورة 9، التوبة، الآية: 111.

(3) السورة 22، الحج، الآية: 32.

(4) السورة 22، الحج، الآية: 30.