المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

449

الناس، وما عسى ما يمكن أن يكون هذا الحكم عدا تعيين الخلافة فيمن يخالفه هوى المنافقين؟!

3 ـ قوله تعالى: ﴿... الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ...﴾(1).

فبالله عليكم هل يمكن أن تكون حرمة الميتة أو لحم الخنزير التي وردت في سياق هذه الآية سبباً ليأس الذين كفروا من الدين، وموجباً لتكميل الدين، ولرضا الله ـ سبحانه ـ بالإسلام ديناً ؟ ! أو أنَّ الشيء الوحيد الذي يمكن أن تجتمع فيه هذه الخصوصيّات هو: تعيين الخليفة الذي لولاه لتربّص الذين كفروا بموت النبيّ؛ كي لا يبقى بعده مَنْ يرعى الدين، فيقلبوا الساحة لصالح الكفر، ولولاه لكان دين الإسلام ناقصاً، وغير مرضيّ له سبحانه وتعالى.

ولنعد إلى حديثنا عن الإيثار:

فعن أبان بن تغلب، عن الصادق(عليه السلام) قلت: «أخبرني عن حقِّ المؤمن على المؤمن ؟

فقال: يا أبان دعه لا ترده.

قلت: بلى جعلت فداك. فلم أزل أُردّد عليه.

فقال: يا أبان تقاسمه شطر مالك. ثُمَّ نظر إليّ فرأى ما دخلني فقال: يا أبان ألم تعلم أنَّ الله ـ عزَّوجلَّ ـ قد ذكر المؤثرين على أنفسهم ؟ !

قلت: بلى جعلت فداك.

فقال: إذا قاسمته فلم تؤثره بعد إنَّما أنت وهو سواءٌ، إنَّما تؤثر إذا أعطيته من النصف الآخر»(2).


(1) السورة 5، المائدة، الآية: 3.

(2) تفسير البرهان 4 / 317 ولعلَّ المقصود: بيان الفرد الكامل من الإيثار.