المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

459

حال أبويه العجوزين المطروحين في دور العجزة أو المستشفيات إلاّ بعد موتهما، فيراجعهما بعد الموت؛ لأجل بيع جسدهما للمستشفيات !!!

قال الله تعالى:

1 ـ ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾(1).

2 ـ ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْن وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(2).

فقد قرن شكرهما بشكر الله حتّى ولو كانا مشركين؛ وذلك بقرينة استثناء إطاعتهما في الشرك. وهذه القرينة وردت في آية اُخرى ـ أيضاً ـ في وصية الإنسان بوالديه حسناً، وهي قوله تعالى:

3 ـ ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(3).

فيا ترى هل يوجد سلطان في الدنيا يأمر أحداً بالإحسان إلى والد له عدوّ لذلك السلطان ؟ ! نعم، هذا هو الخُلُق الرفيع للإسلام الذي لايضاهيه خلق.

 


(1) السورة 17، الإسراء، الآيتان: 23 ـ 24.

(2) السورة 31، لقمان، الآيتان: 14 ـ 15.

(3) السورة 29، العنكبوت، الآية: 8 .