المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

488

4 ـ ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَاد فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾(1).

إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبّتك فرام منك بدلاً؟! ومن ذا الذي أنس بقربك فابتغى عنك حولا؟!(2).

ورد في مصباح الشريعة عن الصادق(عليه السلام): «حبُّ الله إذا أضاء على سرِّ عبد أخلاه عن كلِّ شاغل وكلِّ ذكر سوى الله عند ظلمة. والمحبُّ أخلص الناس سرَّاً لله، وأصدقهم قولاً، وأوفاهم عهداً، وأزكاهم عملاً، وأصفاهم ذكراً، وأعبدهم نفساً، تتباهى الملائكة عند مناجاته، وتفتخر برؤيته، و به يعمر الله ـ تعالى ـ بلاده، وبكرامته يكرم عباده يعطيهم إذا سألوا بحقِّه، ويدفع عنهم البلايا برحمته. فلو علم الخلق ما محلُّه عند الله ومنزلته لديه، ما تقرَّبوا إلى الله إلاّ بتراب قدميه»(3).

قال(4) أميرالمؤمنين(عليه السلام): «حبُّ الله نار لا يمرُّ على شيء إلاّ احترق. ونور الله لا يطَّلع على شيء إلاّ أضاء. وسحاب(5) الله ما يظهر من تحته شيء إلاّ غطّاه. وريح الله ما تهبُّ في شيء إلاّ حرَّكته. وماء الله يحيي به كلّ شيء، وأرض الله ينبت منها كلُّ شيء. فمَنْ أحبَّ الله أعطاه كلَّ شيء من المال والملك»(6).


(1) السورة 9، التوبة، الآية: 24.

(2) مناجاة المحبين.

(3) البحار 70 / 23 نقلاً عن مصباح الشريعة: 64. وكلمة (عند ظلمة) في أوائل الحديث غير موجودة في نسخة المحجَّة ذات ثمانية أجزاء، الجزء الثامن: ص 7، وكذلك غير موجودة فيما عندي من نسخة مصباح الشريعة الباب الثاني والتسعين في حبِّ الله: 192.

(4) هذا المقطع تتمَّة المنقول في مصباح الشريعة نقلناه من نسخة البحار 70 / 23 ـ 24.

(5) سماء خ ل.

(6) كأنَّ المقصود: أنَّ المحبَّ الكاملَ توضع تحت قدرته الدنيا بأجمعها وإن كان هو ربّما لا يختار منها شيئاً.