المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

509

وقال عزَّوجلَّ: ﴿قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(1).

وقد مضى عن الصادق(عليه السلام) قوله:

تعصي الإله وأنت تظهر حبَّه
هذا محالٌ في الفعالِ بديعُ
لوكان حبُّك صادقاً لأطعته
إنَّ المحبَّ لمن يحبُّ مطيعُ(2)

قيل:

لاتخدعنَّ فللمحبِّ دلائلٌ
ولديه من تحف الحبيب وسائل
منها تنعّمه بمرِّ بلائه
وسروره في كلِّ ما هو فاعل
فالمنع منه عطيَّةٌ معروفةٌ
والفقرُ إكرامٌ وبِرٌّ عاجل
ومن الدلائل أن ترى من عزمه
طوعَ الحبيبِ وإن الحَّ العاذل
ومن الدلائل أن يُرى متبسّماً
والقلبُ فيه من الحبيب بلابل
ومن الدلائل أن يُرى متفهِّماً
لكلام من يحظى لديه السائل(3)

ووجدت في مكان آخر هذا البيت:

ومن الدلائل أن يُرى من شوقه
مثلَ السقيم وفي الفؤادِ علائل(4)

وقيل أيضاً:

ومن الدلائل حزنُه ونحيبهُ
جوفَ الظلام فما له من عاذل
ومن الدلائل أن تراه مسافراً
نحو الجهاد وكلِّ فعل فاضل
ومن الدلائل زهده فيما يرى
من دار ذلٍّ والنعيم الزائل


(1) السورة 3، آل عمران، الآية: 31.

(2) البحار 70 / 15.

(3) رواها الغزالي عن أبي تراب النخشبي في الإحياء: 4 / 313.

(4) خزينة الجواهر: 133.