المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

513

المرويَّة عنهم(عليهم السلام) الدعاء بطول العمر، وذلك من قبيل ما ورد في بعض أدعية ليالي شهر رمضان: وأن تجعل فيما تقضي وتقدّر أن تطيل عمري في خير وعافية(1).

وخير دعاء ندعو به لأنفسنا في هذا المضمار ما عن إمامنا سيّد الساجدين (عليه السلام): «...عمّرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعاً للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إليَّ، أو يستحكم غضبك عليّ...»(2).

وبهذه المناسبة أروي قِصَّة منقولة عن المرحوم آية الله الحاج آقا حسين القمِّي(رحمه الله)، فقد رُوي أنَّه حينما أحسَّ بقرب انتهاء مرجعيَّة الشيعة إليه طلب من عدد من علماء النجف الأشرف وأكابرهم أن يجتمعوا إليه في الحرم الشريف، فجمعهم في الإيوان تحت ميزاب الذهب، وقال لهم: إنِّي جمعتكم هنا لكي تؤمِّنوا على دعائي، فإنَّ المرجعيَّة كادت أن تنتهي إليَّ، ثُمَّ قال: اللَّهمَّ إن كان انتهاء المرجعيَّة إليَّ سيضرّ بديني، فاقبضني إليك. وطلب منهم أن يؤمِّنوا على هذا الدعاء، فلم يؤمِّنوا عليه، وانفضَّ المجلس، ثُمَّ التقى بهم بعد ذلك وقال لهم: ألستم تؤمنون بأ نّني فقيه ؟ فإنِّي أفرض عليكم بحكم ولاية الفقيه أن تستجيبوا لي فيما أردته منكم، فجمعهم مرَّة أُخرى في المكان الشريف، ودعا بنفس الدعاء، وأمَّنوا على دعائه. وانتهت زعامة الشيعة إليه، ولكنَّه لم يعش إلاّ فترة يسيرة، ثُمَّ تُوفِّي رضوان الله تعالى عليه.

وقيل: سُئل آية الله العظمى السيّد الخوئي(رحمه الله) ماذا رأيت من الحاج آقا حسين القمِّي حتّى أصبحت من مخلصيه ومتعلِّقيه ؟

فأجاب: أنَّ هذا الرجل قد صدَّق حقيقةً بيوم الحشر.

فقيل له: أفليس الآخرون مصدِّقين بيوم الحشر ؟ !


(1) مفاتيح الجنان المطبوعة بخط طاهر خويش نويس: 183.

(2) دعاء مكارم الأخلاق، وهو الدعاء العشرون من الصحيفة السجادية.